Poems

العالم نسيج الأصابع

صورة
خارجٌ ـ من كهوفٍ بذاكرتي
للفضاءْ
بعصافيرَ ميّتةٍ
عبر ثقب الظلام الوحيدْ
 
بمعادن
شكلتها بدمي شجراً
لا يظلٌ مرايا تماثيلها
للهواء
بنفسي وأجنحتي
من يخبٌِئُ لي شارعاً
حين أخطو وحيداً إلى وطني
حين أحمل شمساً
وأمشي إلى جسدي
أخضرَ في عراء الحريقْ ؟!
يتم
لأنّي وحيدٌ هنا بالعراء
ولا سُرَّ لي
منذ أكتوبر المحترقْ
كان لابدَّ لي أن أفتِّش عن قمرٍ
أن أواجه امرأةً
في الحقول البعيدة : عرياٍ لعريْ
أن أفتِّش عن وطنٍ يحتمي
 
من شتاء الغياب بوهج أصابعها
بالحليب المقدس من شطرها
لأخبئ ابريل من دمه
في دمي
كان لابد لي
أن أقول وداعاً وسهلاً
لعرش السماء المضئْ
أن افجر جرحاً
بنسيانه
ضد
هذا الفضاء!
وقت آخر
كان لابدَّ لي
أن أعرِّف نفسي بأشجارها
أن أزوّج نفسي فكاهتها ـ نفسها
من مخيط الهواء العميقْ
بالدموع
التي لا تخيط الكفنْ
 
كان لابد لي أن أقول وأمضي
إلى كهف روحي
غريباً بفاكهتي وأصابعها
لأنِّي ـ أنا الضوء
يلبس أجنحة الأرض
والجرح
يرفو دم القلب
لأنِّي ـ أنا الليل
واسمي فسيحٌ على الأمكنةْ
النهارُ الذي يتسخْ
بالنهار على خطوتي
أخلعُ الليل عنه
وأمشي على الوقت متسعاً في طريقي !
نسيج الأصابع
المُعَّلقُ
سقفاً
على صمته وحنين سلالاته
دائماً يشتهي دمه
 
تربةً للغناءْ
دائماً يشتهي
مَنْ يقود أصابعه
مَنْ يكون الطيور التي لا تغنّي جنازته
كأنَّ الذي لا يموت وحيداً
هو الكائنُ ـ الخيطُ
يخلع مسماره عن نسيج الجدار
كأنَّ الذي لا يكون وحيداً
هو الكائن ـ العنكبوتْ
إضاءة
كيف كنت تقودين لي قمراً
حين أطفئ دمعك بين الأصابع
بين الأصابع حين أضئ حنينك
حين تقودين لي خنجراً
كيف كنت هنا وهناك
كيف كنا معا ؟!
حنين
حين كنت خليعاً بنفسي
 
بلا همّ قوتْ
وأنا أشتهي سرّك المُلْتَبَسْ
ورق التوتْ ـ نفسه
لم يكن نفسه
كيف ألبسه
في الحنين الغريب إلى كائن لا يموتْ ؟!
حلم
ولتكن جسداً أخضر، يا أيها الشعر
كن لغةً أتغرب فيها
بنفسي وأجنحتي
نـَفـَساً
في لساني لأرعى
قبائلَ صوتي — على صمتها
ساهراً
ووحيداً أرى
لن تكن جسداً أخضر، لم تكن
سيداً طيباً كي تشترى، لم تكن
ربةً
أيها الهذيان الذي أشتهي، يتها الذاكرة!
هيكل
لِمَ كنتِ معي جسداً ظامئاً
في فراشي
وعاريةً بالسماءِ
ومسقوفةً بالنجومْ ؟!
لِمَ كنتِ المياه الغريقة في جسدي
حين كنت الغيومْ
 
الغيومُ التي كالحمائم تطّاير الرّوحُ منها
الغيومُ التي أرتوي نومها ساهياً
في الشتاءِ البعيدِ عرقْ
لِمَ كنت سهام الأرقْ
ضدّ قلبي
وكنت الرياح الصديقة في جسدي
حين كنت الغيومْ!
لم كنت الوحيدة
عاريةً
تحت هيكل كينونتي
حيث أقبض ـ حين أزيح السماء ـ طيور الأبد !