Poems

إلى مارك ستراند

كان يقولُ إنّ هذه السحنةَ المُرْبدَّة، الجلدَ المشدودَ على عظامٍ هشَّةٍ، اليدَ التي ترتجفُ وحدَها من دون مؤثّرٍ خارجي، أو ربما داخلي، الأنفَ الذي ينقِّطُ ما تبقى من إكسيرٍ داخل الجمجمة، النظراتِ التي ترجِّعُ صوراً مهزوزةً الى المحجرين الغائرين، البطنَ التي تُقرّقرُ من دون أن يدخلها طعامٌ أو شراب، اللاجدوى التي تتساوى في عتمتها الوردةُ والطلقة، كلّ ذلك لا شيء. لا شيء. فالنهاراتُ والليالي، الحرُّ والبردُ لم تجفِّف قطراتٍ من حليب أمي تلكأتْ على شفتيَّ، فأنا ما زلتُ طائرَها المفضَّلَ اليأتي في الربيع بفمه قشَّةٌ ويعيدُ بناء العشَّ المهجور.